أيقونة العملات

العملات

الدولار اليوم
اليورو اليوم
أيقونة الطقس

الطقس

أيقونة الإشعارات

اشعارات

تقارير بوست

خدعة إسرائيل وأميركا بإنهاء حرب غزة.. عدوان مستمر بآليات جديدة

3 ديسمبر 2025 - بقلم: محمد الجمل

بعد مرور نحو 53 يوماً على الإعلان عن وقف الحرب على قطاع غزة، بات واضحاً أن إسرائيل ومن خلفها أميركا، نفذتا أكبر خديعة للعالم، هدفا من خلالها إلى إيهام العالم بأن الحرب على غزة توقفت، لكن ما اتضح لاحقاً أن ما حدث هو تغيير في شكل وأنماط الحرب القائمة، وليس وقفها.

ولا يكاد يمر يوم دون أن يسقط شهداء وجرحى في القطاع، بينما تشن طائرات الاحتلال غارات جوية في قلب المناطق السكنية، موقعة عشرات الضحايا من المدنيين.

أكذوبة وقف إطلاق النار

بات السكان في قطاع غزة على قناعة كاملة بأن ما يحدث ليس إنهاء للحرب، ولا وقف لإطلاق النار، بل هو تغيير في شكل الحرب الحالية، باتباع طرق ووسائل جديدة، تقوم على الحصار، والاستنزاف، ومصادرة معظم الأراضي.

وأكد المواطن أسماعيل العطار أن ما حدث كذبة وخديعة كبرى، فالأسابيع مرت ولم نشاهد وقف حقيقي لإطلاق النار، ولا تحسن في أوضاع المواطنين والنازحين، على العكس بل الأمور تسير نحو الأسوأ، خاصة مع دخول فصل الشتاء.

وأكد العطار أن الحرب في صورتها السابقة أضرت إسرائيل وخلقت مواقف غاضبة من سياستها، وتسببت في ظهور موجة اعترافات غير مسبوقة بدولة فلسطين، لذلك كان هناك قرار أميركي إسرائيلي بتغيير شكل الحرب، وخداع العالم بوهم سمي "وقف إطلاق النار.

وذكر أن الشهداء مازالوا يسقطون يومياً، والغارات تنفذ بين الفينة والأخرى داخل القطاع، والحصار مستمر، والوضع صعب.

بينما أكد محللون وخبراء، أن إسرائيل ماضية في تنفيذ خطتها في الحرب والتهجير، وتعمل على خلق بيئة طاردة في القطاع، وتسيطر على مساحة تزيد على 55% من قطاع غزة، وتمنع الإغاثة.

وأوضح المحلل والكاتب السياسي الدكتور طلال أبو ركبة، أن إسرائيل تستغل ما يُسمى "التهدئة"، من أجل تنفيذ مخططات خطيرة، حيث بدأت إسرائيل تؤسس لفصل غزة جغرافيا لمنطقتين، وهذا سيكون بمثابة أداة ضغط سياسية وامنية على سكان القطاع، من خلال تقليص مساحة قطاع غزة، وهذا كله يشكل خنق وضغط على سكان القطاع، بما يسهل عملية التهجير وهي الهدف الأساسي لإسرائيل.

591 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار

واصل جيش الاحتلال ارتكاب خروقات خطيرة وممنهجة لقرار وقف إطلاق النار الذي تجاوز دخوله حيز التنفيذ 50 يوماً، حيث بلغت هذه الخروقات حتى مساء السبت الماضي ما مجموعه 591 خرقاً موثّقاً.

وتتركز الخروقات اليومية على طول الخط الأصفر، وأحيانا تتجاوز ذلك، لتصل إلى غارات في قلب المناطق السكنية، وتستهدف الخيام والمنازل.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فقد أسفرت هذه الخروقات المتواصلة عن وقوع 357 شهيداً من المدنيين، غالبيتهم أطفال ونساء وكبار سن، إضافة إلى 903 مصابين بجروح متفاوتة، فضلاً عن 38 مواطناً جرى اعتقالهم بشكل تعسفي خلال عمليات التوغل والاقتحام، ما يؤكد إصرار الاحتلال على تقويض الاتفاق وخلق واقع ميداني دموي يهدد الأمن والاستقرار في القطاع.

وبحسب المكتب الإعلامي، فقد تنوّعت اعتداءات الاحتلال "الإسرائيلي" بين 164 عملية إطلاق نار مباشر على المواطنين والمنازل والأحياء السكنية وخيام النازحين، و25 عملية توغل نفّذتها آليات الاحتلال داخل المناطق السكنية والزراعية حيث تجاوزت الخط الأصفر المؤقت، و280 عملية قصف واستهداف بري وجوي ومدفعي، إلى جانب 118 عملية نسف لمنازل ومنشآت مدنية، في جريمة ممنهجة تهدف إلى توسيع الدمار ومعاقبة السكان جماعياً، بما يرقى إلى خرق جسيم لأحكام اتفاقيات جنيف.

وحمل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جميع التداعيات الإنسانية والأمنية الناجمة عن هذه الانتهاكات، مؤكداً أن استمراره في هذا النهج العدواني سيُفشل أي جهود دولية للحفاظ على التهدئة، مطالباً الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والدول الوسطاء، والأطراف الضامنة للاتفاق، ومجلس الأمن الدولي بالتحرك الجاد والفاعل لوقف هذه الاعتداءات، ولجم الاحتلال، وإرغامه على الالتزام الصارم ببنود اتفاق وقف إطلاق النار والبروتوكول الإنساني، بما يضمن حماية المدنيين ويضع حداً للانتهاكات المتصاعدة.

وشدد المكتب الإعلامي على أن جريمة استمرار الخروقات الجسيمة يهدد فرص الاستقرار، ويؤكد للعالم أن الضغط الدولي وحده هو الكفيل بإجبار الاحتلال على احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

خديعة للعالم

من جهتها قالت منظمة العفو الدولية إن الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة مستمرة دون هوادة رغم وقف إطلاق النار.

وجاء في إحاطة أصدرتها المنظمة مؤخراً أنه "بعد مرور أكثر من شهر على إعلان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء، لا تزال السلطات الإسرائيلية ترتكب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المحتل، من خلال مواصلة فرض ظروف معيشية متعمدة تهدف إلى تدميرهم جسدياً، دون الإشارة إلى أي تغيير في نواياها".

وقدمت المنظمة تحليلاً قانونياً للإبادة الجماعية المستمرة إلى جانب شهادات من الأهالي والموظفين الطبيين والعاملين في المجال الإنساني تسلط الضوء على الظروف الصعبة المستمرة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة.

وقالت "أنييس كالامارد"، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: "إن وقف إطلاق النار يُنذر بعودة الحياة في غزة إلى طبيعتها. لكن بينما قلّصت السلطات والقوات الإسرائيلية نطاق هجماتها وسمحت بدخول كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى غزة، يجب ألا ينخدع العالم. إن الإبادة الجماعية الإسرائيلية لم تنتهِ بعد".

وأضافت "يُنذر وقف إطلاق النار بخلق وهمٍ خطيرٍ بأن الحياة في غزة تعود إلى طبيعتها، ولكن بينما خفّضت السلطات والقوات الإسرائيلية نطاق هجماتها وسمحت بدخول كمياتٍ محدودةٍ من المساعدات الإنسانية إلى غزة، يجب ألا ينخدع العالم".

وأصدرت منظمة العفو الدولية دراسة موسعة خلصت إلى أن "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية في غزة وارتكبت ثلاثة أفعال محظورة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية، بقصد محدد لتدمير الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك القتل، والتسبب في أضرار جسدية أو عقلية خطيرة، وفرض ظروف معيشية متعمدة على الفلسطينيين في غزة تهدف إلى تدميرهم الجسدي.

وتابعت "ألحقت إسرائيل ضررًا بالغًا بالفلسطينيين في غزة من خلال إبادة جماعية، بما في ذلك عامين من القصف المتواصل والتجويع الممنهج المتعمد، وحتى الآن، لا يوجد ما يشير إلى أن إسرائيل تتخذ إجراءات جادة لعكس الأثر المميت لجرائمها، ولا يوجد دليل على أن نواياها تغيرت".